عادت أزمة النفايات إلى شوارع العاصمة اللبنانية بيروت وضواحيها في مشهدٍ يتكرّر كلّ فترة في ظلّ غياب الحلول الجذرية وطويلة الأمد، الأمر الذي أثار غضب السكان الذين يشكون منذ أيامٍ من اجتياح النفايات للأرصفة والطرقات وانتشار الروائح الكريهة في الأحياء.
ويقول رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت إنّ أسباب أزمة النفايات التي تشهدها المنطقة اليوم متعدّدة، لكن أبرزها أزمة الدولار، حيث إنّ العمّال في شركات التنظيفات هم من جنسيات أجنبية وعقود المقاولين هي أيضاً بالعملة الخضراء ما أدى إلى تضرّر الأطراف كلّها وخلق أزمة كبيرة ألحقت خسائر هائلة بالشركات.
ويشير درغام إلى أنّ اتحاد بلديات الضاحية تحرّك لتأمين تسيير العمل والجمع والكنس اليوم، ” هذا واجبنا تجاه أهالي المنطقة ولكن في المقابل فإن ملف النفايات والأزمة بشكل عام غير مرتبطة بشارع أو طريق بل بوطنٍ، وعلى الدولة والمعنيين أن يجدوا حلاً جذرياً لهذه المشكلة ويجلسوا مع المقاولين بغية درس عقودهم وطرق تسديد مستحقاتهم”.
ويلفت إلى أنّ الاضراب الذي نفذته شركة “سيتي بلو” المتعهّدة والمسؤولة عن جمع النفايات في مناطق جبل لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت بسبب أزمة الدولار وعدم سداد الدولة للمستحقات المتوجبة عليها علّق وستستأنف عملها بعد الظهر لجمع النفايات.
أما في بيروت، فإنّ أسباب عودة النفايات إلى الشوارع والطرقات هي نفسها التي أدّت إلى تكدّسها في الضاحية، لكن تُضاف إليها إصابة عمّال شركة “رامكو” التي تعمل أيضاً في مجال جمع النفايات في جبل لبنان وبعض مناطق بيروت بفيروس كورونا وبلغ عددهم 131 وتم نقلهم إلى مكان مخصص للحجر.
وأشار رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، في حديث إذاعي، إلى أنّ أزمة النفايات مرحلية وذلك بسبب إصابة عمّال النظافة بفيروس كورونا وخضوعهم للحجر الصحي ما أدى إلى تأخر أعمال الكنس، ومن المتوقع أن تجمع في الساعات المقبلة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أزمة سعر صرف الدولار والتكاليف الكبيرة التي يتكبّدها المقاولون.
وتعود شركة “رامكو” لجمع النفايات في شوارع العاصمة وجبل لبنان مع صدور النتائج التي خضع لها العمّال، بحيث سيستكمل من تظهر نتيجة فحص الـPCR الذي خضع له سالبة عمله لحلّ هذه المشكلة تدريجياً.