لم تتمكن النجمتان اللبنانيتان سيرين عبدالنور ونادين نجيم من الحضور درامياً في الموسم الرمضاني 2020 لعدم اكتمال تصوير عمليهما «دانتيل» و«عشرين عشرين» بسبب أزمة كورونا، بالرغم من الرهان الكبير على هذين العملين، نظراً للقاعدة الشعبية الكبيرة التي تتمتعان بها على مستوى الوطن العربي.
في المقابل، استطاعت بعض الأعمال أن تفرض نفسها في الموسم نفسه مع أنها لم تكن مُبِرْمَجَةً للعرض الرمضاني، ومعها برزت أسماء جديدة من الممثلات فرضن أنفسهن كنجمات صف أول.
فهل صبّ غياب عبدالنور ونجيم في مصلحة بعض الممثلات، وحوّلهن نجمات صف أول، بعدما تركزت المشاهدة على أعمال معيّنة في غياب أعمال أخرى يحظى أبطالها بقاعدة جماهيرية عريضة؟
طارق سويد كاتب مسلسل «بالقلب» الذي حقق نجاحاً كبيراً عند عرضه في الموسم الرمضاني 2020 يقول لـ«الراي»: «لا شك في أن (بالقلب) أعطى فرصةً لبعض الممثلات لإثبات وجودهن أكثر، مع أنني شخصياً لا أعترف بوجود نجوم صف أول ونجوم صف ثان. ومثل هذه الأمور تحصل دائماً، والممثلات اللواتي يلعبن دور البطولة اليوم لم تكن أسماؤهن تبيع سابقاً، وعندما توافرت لهن الفرصة المناسبة تحوّلن نجمات، وهن لم يبدأن مشوارهن الفني كبطلات مطلقات وأسماؤهن لم تكن تبيع. والممثلات اللواتي دخلن الدراما كبطلات مطلقات أو شاركن في أعمال تعتمد على البطولات المشتركة، أعدادهن قليلة جداً».
وأضاف: «الدراما تمرّ بدورة طبيعية، والأسماء لا بدّ وأن تتغيّر بين فترة وأخرى، ولذا يجب أن نكون متصالحين مع أنفسنا ومع الواقع، وهناك مثل يقول (لو دامت لغيرك لما وصلت إليك). خلال الأعوام الماضية، كان هناك عدد كبير من نجمات الصف الأول من جيل فني معين، وهن لا يزلن ممثلات ومستمرات ويزاولن المهنة ولكنهن لم يعدن مطلوبات في محطات التلفزيون كبطلات، وحلت مكانهن ممثلات من الجيل الفني الذي تلى، ومستقبلاً سيدور الزمن وتحلّ مكانهن هن أيضاً أسماء جديدة، والأمر نفسه ينطبق على الكتّاب والمُخْرِجين وكل المُبْدِعين في المجال الفني».
الممثلة فيفيان أنطونيوس التي شاركت في مسلسل «أولاد آدم»، أشارتْ إلى «أن بطلتيْه ماغي بو غصن ودانييلا رحمة، من بين نجمات الصف الأول. أما بالنسبة إلى سارة أبي كنعان، فهي كانت تستحق فرصةً مناسبة، كي تُثْبِت نفسها كنجمة، وتَحقق هذا الأمر من خلال مسلسل (بالقلب) الذي لم يكن مدرَجاً ضمن برمجة الأعمال الدرامية التي ستُعرض في رمضان، علماً أنني كنت أؤمن بموهبة سارة منذ سنوات بعيدة وأتوقّع أن تصبح نجمة».
وأضافت أنطونيوس عبر «الراي»: «في المقابل لا بد من التأكيد أن نادين نجيم تتمتع بقاعدة شعبية كبيرة وجماهيرية عريضة، ومثلها سيرين عبدالنور. وبالرغم من غيابهما درامياً، إلا أن الموسم الرمضاني كان محتدماً هذه السنة، واستطاع مسلسل (أولاد آدم) أن يحقق نجاحاً منقطع النظير. أنا أحب نادين نجيم وسيرين عبدالنور وهما نجمتان من نجمات الصف الأول، ولكن عدم ظهورهما في رمضان لا يعني (أن الدنيا خربت)، فهناك أيضاً كارين رزق الله وماغي بوغصن، وسارة أبي كنعان تُعتبر مشروع نجمة والكل خير وبركة».
وتابعت: «لا شك أننا جميعاً كنا ننتظر المخرج فيليب أسمر والممثلة نادين نجيم، ولكن (كورونا) حال دون عرض عملهما، وتم إرجاؤه إلى الموسم الرمضاني المقبل، كما أننا سننتظر عمل سيرين عبدالنور التي صوّرت مسلسل (دانتيل) مع المخرج المثنى صبح، وأشعر بالسعادة لأن الكل يعمل ويقدم أعمالاً جيدة تحمل تواقيع مُخْرِجين كبار وكتّاب مهمين، وهي ستصبّ في مصلحة الدراما. لا أحد يمكن أن يُلْغي الآخَر، لأن الساحة تتّسع للجميع، والكل لديه جمهور يتابعه».
وأشارت إلى أنها شاركت أيضاً في الموسم الرمضاني 2020 بمسلسل «لو ما التقينا» الذي عُرض على إحدى المحطات العربية، «وشكّلتُ من خلاله ثنائية جميلة مع الممثل يوسف حداد، ولا شك أنه سينال حقه عند العرض الثاني على المحطات اللبنانية».
الكاتبة منى طايع تناولتْ تجربة الممثلة دانييلا رحمة كمثال وقالت لـ«الراي»: «دانييلا نجحتْ كثيراً قبل عامين من خلال مسلسل (تانغو) بالرغم من عرض أعمال لنجمات غيرها في الموسم ذاته، وهذا يعني أن العمل الجيد لا بد وأن يفرض نفسه. وهناك الكثير من النجوم يمكن أن تنجح أعمالهم في موسم درامي معيّن وتفشل في موسم درامي آخر، لأن الأساس هو النص».
وأضافت: «هذه السنة لفتني مسلسل (أولاد آدم) لأن نصه كان جيداً وكذلك إخراجه وأداء ممثليه، كما أعجبني مسلسل (بالقلب) الذي فرض نفسه بالرغم من بساطته وشفافيته. وحتى لو كانت عُرضت الأعمال التي كان قد توقف تصويرها بسبب أزمة (كورونا)، إلا أنه كان سيفرض نفسه أيضاً. في المقابل عُرض (الساحر) و(النحات) لنجمين كبيرين هما عابد فهد وباسل خياط ولكنهما لم يحققا شيئاً كثيراً».
وتابعت: «سارة أبي كنعان نجحتْ في (ثورة الفلاحين)، وعندما أتيحت أمامها الفرصة المناسبة تمكّنت من تأكيد نجوميتها في مسلسل (بالقلب)، لأن النص كان جيداً، وهو كان أفضل بكثير من (الساحر) و(النحات)، ليس لأن تصويرهما لم يكتمل، بل لأن نصيهما غير جيّدين، وهذا الأمر ظهر من الحلقة الأولى».
كما اعتبرت طايع أن أبرز الممثلات اللواتي فرضن أنفسهن كنجمات صف أول هذه السنة هما سارة أبي كنعان ودانييلا رحمة، وقالت: «سارة نجحت كثيراً وأصبحت نجمة صف أول في لبنان، ودانييلا فرضت نفسها عربياً، مع أنني أحببتها أكثر في مسلسل (تانغو)، لكنها اشتغلت على نفسها أكثر في (أولاد آدم) وارتفعتْ أسهمها من خلال الثنائية التي شكلتها مع قيس الشيخ نجيب، وصارت مؤهّلة للبطولات المطلقة كنجمة عربية، أما ماغي بوغصن فقد فرضت نفسها في الأعمال الدرامية بعد تجربة استمرت لسنوات عدة في الأعمال الكوميدية».
الممثلة رولا حمادة أكدت عبر «الراي» على أهمية العمل الجيّد «بصرف النظر عن الممثلين المشاركين فيه»، وقالت: «في الموسم الرمضاني الفائت، تم عرْض أعمال مصوَّرة، ولكنها لم تكن مبرْمجة للعرض في رمضان. ومن المعروف أنه بسبب أزمة (كورونا) توقّف تصوير عدد من المسلسلات ما أدى الى عدم عرْضها كما كان مقرَّراً، وجرى مكانها بثُّ مسلسلاتٍ بديلة حظيتْ بنسبة مُشاهَدة عالية، وهذا أمرٌ جيد جداً، لأن المسلسل الجيد يفرض نفسه ويتابعه الناس». وأضافت: «لكن هذا لا يعني أن هذه الأعمال، لم تكن لتتابَع بقوة وبكثافة لو تم عرْض المسلسلات التي توقف تصويرها، إذ عندما تتوافر عناصر النجاح في أي عمل، نصاً وكتابة وإخراجاً وتمثيلاً لا بد أن يحبه الناس ويحظى بنسبة مشاهدة عالية. ولا شك أن النجوم والنجمات الذين لم يطلّوا في رمضان، أعمالُهم متابَعة، والجمهور بدافع الحشرية يهمه أن يعرف ما جديدهم الدرامي، ولكن في المقابل برهنت الأعوام الماضية أن هناك مسلسلات متواضعة، لم يكن يُحسب لها حساب، حققتْ نسبة متابعة عالية، وأخذت من درب المسلسلات التي كان يُحسب لها حساب كبير».
الممثلة زينة مكي قالت لـ«الراي» إن «كل ممثلة لها مكانتها وغياب نجمات الصف الأول ليس هو السبب في بروز بعض الممثلات وتَحَوُّلِهن نجمات صف أول عندما شاركن في أعمال عُرضت في الموسم الرمضاني، بل إن مَن أثبت جدارته هو الذي برز وتركّزتْ عليه الأضواء. وما يؤكد صحة هذا الكلام، أن بعض الأعمال عُرضت في الموسم ذاته ولم يتوقّف عندها الناس ولم (تضرب)، بالرغم من أن الساحة كانت شبه فارغة، في حين أن مسلسلات أخرى نجحتْ وبرز الممثلون المُشارِكون فيها لأنها كانت بمستوى جيد وتستحقّ النجاح».
وأضافت مكي: «لا شك أن هناك أسماء برزت في رمضان، وكل مَن نجح كان يستحق نجاحه، في المقابل ثمة أعمال كان الرهان عليها كبيراً جداً، وعند عرْضها تبيّن أنها عادية، بل حتى أقل من عادية ولا تستحّق المشاهدة».
أما ملكة جمال لبنان السابقة والممثلة رهف عبدالله، فاعتبرت أن الموسم الدرامي في رمضان له خصوصيته، وأوضحت عبر «الراي» أنه «في الموسم الرمضاني تحديداً، تُعرض أعمال يحبها الناس وتحظى بنسبة مشاهدة عالية، والعكس صحيح أيضاً. ولا علاقة لغياب بعض النجمات عن الموسم الرمضاني في متابعة أعمال دون سواها، لأن معايير النجاح لا ترتبط بالنجم، بل بالقصة نفسها بمعزل عن النجوم المشاركين في العمل».
الراي – من هيام بنوت